الفُستق عُملة “صعبة” في حقل الفلاحة العائليّة
أوازيس أف أم- علي غوائدية: تحضى شجرة الفستق بمكانة إستراتيجيّة في عالم الفلاحة العائليّة بربوع الوسط والجنوب الغربيين، الجافَّيْن، من البلاد التّونسيّة لما لها من قدرة على تحمّل العطش فضلا عن غلاء ثمن ثمرتها عند البيع.
وتُعدّ السّوق الأسبوعيّة المنتصبة بمركز معتمديّة “الماجل بلعبّاس” من ولاية القصرين عاصمة تدوال هذه المادة النّادرة الثّمينة. فمنذ الصّباح الباكر تتراصف الأكياس الّتي تجلبها العائلات المزارعة بحثا عن مقابل ماليّ مجزٍ، لما كابدته من صبر وكدّ وخوف على المحصول من العوامل البشريّة الضّارة كالسّرقة والجوائح الطّبيعيّة من قبيل تساقط البرد وإصابة النّبتة بالأمراض.
وبعد عام من هذه المشاعر والمساعي، يجابه الفلاّحون الصّغار معضلة “البيع بثمن بخس” لتجّار جملة يصلون السّوق منذ ساعات الفجر الأولى لملأ شاحناتهم الصّغيرة “ذهبا أخضرا”. وتنشب مفاوضات، قوامها الشّكوى من تدنّي السّعر من قِبل البائع والخوف من تناقص الوزن من قِبل الشّاري. ويرضخ الأخيران لثمن أقصى ما يُقال عنه كونه يعوّض للفلاّح جهوده ويلبِّي جاجياته من السّيولة نسبيّا، لا سيّما وأنّ موسم الحصاد يسبق العودة المدرسيّة بأيّامات معدودات.
ولمجابهة تبخيس السّلعة من التّجار، أُسّس “مهرجان الفستق بالماجل بلعبّاس”،الّذي ستنطلق دورته السّابعة يوم الثّلاثاء المقبل. من بين فعالياته إقامة معارض “من المنتج إلى المستهلك” في نقاط عدّة بمختلف الولايات، غير المنتجة للفستق خاصّة، تفاديا لجشع الوسطاء و حيف “مسالك التّوزيع”. وسبق وأن وُضعت أسعار تدواليّة دُعي الفلاّحون إلى الاحتكام إليها، غير أنّ قاعدة” العرض و الطّلب” تبقى المحدّد الأوّل والأخير للأسعار، فضلا عن نزعة عدد من الباعة إلى “تصريف” سلعتهم بالجملة والتفرّغ لقضاء شوؤنهم، يرى أحد الباعة المنتصبين على رصيف “شارع الفستق” بالسّوق.
وبالرّغم من الإشكاليات السّالفة الذّكر تظّل شجرة الفستق منجم ذهب أخضر تعشقها الأسر المزارعة لصبرها وغلاء سعر ثمرتها ولنضجها في موسم صرف بامتياز في خضمّ الإنفاق الأسري على الفعاليّات الاجتماعيّة والثّقافيّة المحليّة كـ”الزرد” والأعراس وعلى العودة المدرسيّة والجامعيّة.