أوازيس أف أم- الأخبار: في غمرة الحيرة الكونيّة إزاء تكنولوجيا “الذّكاء الاصطناعي”، رافقت منظّمة الأمم المتّحدة للتّربية والثّقافة العلوم” (اليونسكو) العودة المدرسيّة في كثير من دول العالم بنشرها لتقرير استقصائي شامل حول التّعليم الإلكتروني، لم تحسم فيه موقفها من إعتماد هذه التّكنولوجيا في التّعليم.
وتراوحت نتائج التّقرير، المعنون بـ “التّكنولوجيا في مجال التّعليم:ما ماهيّة هذه الأداة من يضع شروطها؟” بين الحثّ على التّعليم الالكتروني وبين التّأكيد على أولوية التّعليم التّقليدي الواقعي، فالأوّل يكمّل الثّاني ولا يستبدله و لايعوّضه. ولم تنفِ تأثّر جودته (التّعليم) والمهن المرتبطة والمجتمع بهذه التّكنولوجيا (الرّقميّة) بصفة سلبيّة في كثير من الأحيان.
وفي الوقت الّذي يتفاقم فيه قلق البشريّة من تقنيات “الذّكاء الاصطناعي” (التّوليدي) المصّمم لمحاكاة ذكاء الإنسان واتّخاذ القرارات بدلا عنه وردّة الفعل الفوريّة دون العودة إليه، يشترط هذا الّتقرير، لإقحام أيّ تكنولوجيا جديدة في التّعليم، مراعاة ثلاثة أهداف ساميّة هي المساواة (بين البشر) والجودة (التّنمية المُستدامة للأوطان والمجتمعات) والكفاءة (تقليص الزّمن المدرسي وإتاحة الفرصة للمتعلّمين للقيام بأنشطة مجدية تنّمي قدراتهم ).
وشُفع التّقرير، الّذي نسبته اليونسكو إلى فريق مستقلّ من الخبراء استضافته للغرض -دون أنّ يعبّر عن توجّهاتها بالضّرورة- وموّلته هيئات حكوميّة إقليميّة ودوليّة، بتوصيات للحكومات تدفع في اتّجاه اعتماد مُعقلن ومُقنّن ومحلّ متابعة وتقييم للتّكنولوجيات الرّقميّة في التّعليم.
وأشار إلى كون “التّعلم عبر الانترنت” فرضته جائحة الكوفيد، لاسيما في أوقات الحجر الصحّي الشّامل الّذي عاشها الشّعوب لأشهر عديدة، وكان حلاّ ظرفيّا أنقض المنظومات التّعليميّة في البلدان من الانهيار والتوقّف.
وبقدر ما ثمّن التّقرير قيمة التّكنولوجيا الرّقمية في التّعليم، بصفته قطاعا تنمويا، فإنّه حذر من مغبّة الثّقة العمياء بها، وأكّد على النّظر إليها من جهة “المُخرجات” الاجتماعيّة، مدى تحقيقها لأهداف التّنمية الشّاملة والكفاءة والجودة، وليس من جهة “المُدخلات الرّقميّة” (الإتاحات التّكنولوجيّة و”الذّكاء” المزروع فيها). بذلك يكون الذّكاء الاصطناعي المًصمّم لاستبدال ذكاء البشر محض خيال علمي “متهوّر”.
يُذكر، في هذا الصّدد كون رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد كان قد أبدى معارضته لاعتماد هذه التكّنولوجيا (الذّكاء الاصطناعي) في التّعليم بالذّات، لكونها سـ”تغتال ذكاء الإنسان”، وذلك في خطابه بموكب يوم العلم بقصر قرطاج يوم 10 أوت الماضي.