من هو “الجولاني” الذي يتصدر المشهد السوري الآن؟
إنه أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقا -التي كانت تشكّل فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا- الذي أعلنت قواته، أمس الأحد، سيطرتها على العاصمة دمشق.
ولد أحمد الشرع أو الجولاني عام 1982، ونشأ في حي المزة بدمشق، في كنف عائلة ميسورة الحال.
ويقول إن اسمه الحركي مستوحى من أصول عائلته المنحدرة من مرتفعات الجولان.
وقد قال – في مقابلة مع محطة بي بي اس الأميركية عام 2021- إن جدّه نزح من الجولان بعد سيطرة إسرائيل على جزء كبير من الهضبة عام 1967.
بعد سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، في 2003، توجه الجولاني للقتال في البلد المجاور، العراق، حيث انضم إلى تنظيم القاعدة الإرهابي بقيادة مصعب الزرقاوي، قبل أن يُسجن لمدة خمس سنوات.
وبمجرد بدء الحراك الاحتجاجي ضد الرئيس السوري بشار الأسد عام 2011، عاد الجولاني إلى سوريا، بتكليف من زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق الإرهابي آنذاك أبو عمر البغدادي لتعزيز وجود “القاعدة.”
فعاد وأسس جبهة النصرة، التي أصبحت فيما بعد هيئة تحرير الشام.
عام 2013، صنفت الولايات المتحدة أبي محمد الجولاني إرهابيا، وقالت إن تنظيم القاعدة في العراق الإرهابي كلفه بالإطاحة بحكم الأسد، وفرض الشريعة الإسلامية في سوريا، وإن جبهة النصرة نفذت هجمات انتحارية قتلت مدنيين وتبنت رؤية طائفية عنيفة.
كما تصنف تركيا، الداعم الأجنبي الرئيسي للمعارضة السورية، هيئة تحرير الشام جماعة إرهابية، بينما تدعم أنقرة بعض الفصائل الأخرى التي تقاتل في الشمال الغربي.
أجرى الجولاني أول مقابلة إعلامية له، في 2013، وظهر ووجهه ملفوف بوشاح داكن ولا يظهر للكاميرا سوى ظهره. وفي حديثه وقتها لقناة “الجزيرة”، دعا إلى إدارة سوريا وفقا للشريعة الإسلامية.
وبعد حوالي 8 سنوات، جلس الجولاني لإجراء مقابلة مع برنامج ”فرونت لاين” على محطة بي بي اس الأميركية، وواجه الكاميرا مرتديا قميصا وسترة.
وخلال المقابلة رفض الجولاني تصنيفه إرهابيا، وقال إنه تصنيف “غير عادل” إذ أنه يعارض قتل الأبرياء.
وشرح بالتفصيل كيف توسعت جبهة النصرة من الرجال الستة الذين رافقوه من العراق إلى 5000 في غضون عام.لكنه قال إن جماعته لم تشكل أبدا تهديدا للغرب. وأضاف: “أكرر أن تورطنا مع القاعدة انتهى وحتى عندما كنا مع القاعدة كنا ضد تنفيذ عمليات خارج سوريا ومن المخالف تماما لسياستنا القيام بعمل خارجي.”
خاض أحمد الشرع أو الجولاني حربا دامية ضد حليفه القديم أبو بكر البغدادي، بعد أن سعى تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي إلى ضم جبهة النصرة من جانب واحد في عام 2013.
وتعرض “داعش” الإرهابي للهزيمة في وقت لاحق في الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم في كل من سوريا والعراق على أيدي مجموعة من الخصوم بما في ذلك تحالف عسكري تقوده الولايات المتحدة.
وبينما كان تنظيم داعش الإرهابي ينهار، كان الجولاني يعزز قبضة هيئة تحرير الشام في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، ويؤسس إدارة مدنية تسمى حكومة الإنقاذ.لكن حكومة الأسد طالما نظرت للهيئة على أنها إرهابية.
(الحرة)