غمراسن: اكتشافات تاريخية هامة تعود إلى العصور الحجرية تنتظر التثمين
أكدت جمعية صيانة التراث بغمراسن في دراسة قامت بها أن الاحافير في الطبقات الجيولوجية التي انجزها عدد من الباحثين في جبال المنطقة اثبتت ان جذور غمراسن تمتد إلى عصور جيولوجيّة سحيقة.
وأثبتت هذه الحفريات أنّ المنطقة كان يغمرها البحر خلال عصور خلت، وقد تم العثور على حيوانات بحريّة متحجرة تثبت ما كشفت عنه الحفريات.
وقالت الجمعية إن المنطقة شهدت فترات ينحسر فيها البحر لنجد مناطق برية غنية بالاشجار والديناصورات. وقد عثر الباحثون على أثارها في منطقتي وادي الخيل وجبل ميتر متمثلة في عظام لديناصوارات واغصان أشجار متحجرة منذ ملايين السنين وهي معروضة حاليا في متحف ذاكرة الأرض بمدينة تطاوين.
كما اشارت الجمعية الى ان تاريخ المدينة يمتد إلى العصور الحجريّة والعصر المطير أي قبل أن يكتشف الإنسان الكتابة، وقد عرفت المنطقة جميع فترات ما قبل التّاريخ كما أثبتت ذلك العيّنات الأثرية.
كما بيّنت الرّسوم الجدارية المنتشرة في عديد الكهوف بغمراسن، عراقة هذه المدينة إذ أنّ من سَكَنها قد عبّر عن إحساساته وآماله وأحلامه بلوحات حاملة همومه الحياتية.
كما تؤكد هذه الرسوم التّطوّر الحضاري الّذي بلغه “الغمراسني الأوّل” منذ ستة آلاف سنة، فقد اصبح فنانًا يعبّر برسومه عن حياته اليوميّة من خلال اللّوحات التي تمثّل العديد من الأنشطة، على غرار الصيد.
ومن بين المواقع الّتي احتوت على هذه الرّسوم واللّوحات في مدينة غمراسن نجد ” شعبة انسفري ” و “طاقة حامد ” و “شعبة المعرك ” وقد تم اكتشافها من طرف الاستاذ محمد الهادي الغرابي
وقد اكدت الجمعية على ان هذه النوعية من الرّسوم قد حظيت في كثير من الدّول الأوروبيّة والإفريقيّة برعاية خاصة وتمّ وضع هذا التّراث الفنّي تحت حماية اليونسكو الا أن رسوم غمراسن بقيت دون ذلك و يترقب اهالي الجهة ادراجها في التراث الوطني و العالمي ليقع تثمينها و توظيفها و توفير الحماية اللازمة .