أوازيس أف أم- علي غوائدية- تونس: أحيا رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد “ثنِيَّة الزّْمُول” بزيارته شركة عجين الحلفاء والورق بالقصرين و بعض المناطق الحدوديّة المزوّدة لها يوم أمس الاربعاء 31 جانفي 2024.
سلك الرّئيس “ثنية الزّمول” بضيقها ووعورتها وطولها وطابعها المغامر، في إشارة إلى الملفّات الثّقيلة والخطيرة الّتي تحدّث فيها مع إطارات الشّركة وعملتها،وفق شريط مصّور للزّيارة بثّته رئاسة الجمهوريّة، وإلى خصوصية المناطق الحدوديّة وتنقّله فيها ليلا عبر طريق ضيّقة ومحفَّرة.
يُقصد بها (هذه الثّنية) مسلك ترابيّ وعر يسلكه الأشخاص- وهم يسوقون دوابَهم- لنقل الحَلفاء من منَابتها -الهضاب الجبليّة (الزَّمْلَة) إلى “المناشر” الّتي كانت قد جهّزتها الشّركة الوطنيّة لعجين الحلفاء والورق للتّجميع في العمادات ، على غرار عمادة “أم الأقصاب” (قفصة) الّتي زارها الرّئيس، ثمّ إعادة نقلها إلى مصانعها. وهي تسمية محلّية أطلقها أصحاب هذا النّشاط على المسالك الّتي حفَّرتها دوابهم بين مكان قلع خصلات الحلفاء- وليس جذورها- يدويّا، باستخدام عود خشن يبلغ طوله قرابة الـ 30 سنتيمترا يُسمّى “قَلاّعًا”، إلى مكان التّجميع (المنشر).
ويُعد ضياع أداة قلع الحلفاء هذه (القلاع) حادثا مهنيّا قد يسبّب الشّجار بين أفراد الأسرة ، نظرا لأهميّته في علاقة بالإنتاجية (القلع الوفير للحلفاء) ولكونه لا غنى عنه. فهو يُختار ويُحفظ بعناية إلى جانب لوازم جمع الحلفاء الأخرى كالشّباك والعُرى. فللعائلات القاطنة بربوع الحلفاء سِجلّ حافل بالمشاق و الحُنوِّ والطّرائف، في الآن نفسه، مع هذه النّبتة البريّة. فلئن كان قلعها وبيعها في مراكز التّجميع (المناشر) صعبا ومُكلفا بدنيّا ولوجستيّا، فإنّه كان لكثيرين ولا يزال للبعض ملاذا من البطالة والخصاصة، فضلا عن كونه مساحة للأنس والتقاء النّاس والتّضامن والتّعاون بينهم.
يُذكر أنّ خريطة هذه الثّنايا (لنقل الحلفاء) قد تقلّصت كثيرا إلى حدّ الاندثار، وأضحت تُراثا غابرا بتقلّص مساحات هذه النّبتة بسبب الجفاف، وكذلك الاعتداء الإجرامي عليها كقلعها من جذورها وحرقها وحرثها لانتزاع الملك العمومي الغابي لفائدة الخواص، بالنّتيجة تفاقم البطالة بتراجع العمل بهذا القطاع .